بعد توجيهات الرئيس بدأت وزارة الصحة في تنفيذ خطة شاملة لتطوير مستشفى قلاوون التاريخي للرمد الذي يُعتبر من أبرز المنشآت الطبية في البلاد ويعكس تاريخاً عريقاً في تقديم الخدمات الصحية للمرضى وقد تم وضع خطط لتحسين البنية التحتية وتجهيز المستشفى بأحدث التقنيات الطبية لتعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتوفير بيئة ملائمة للكوادر الطبية للعمل بكفاءة وفاعلية مما يعكس التزام الحكومة بتحسين الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين في مجال علاج أمراض الرمد وتوفير أفضل سبل الراحة والرعاية لهم.
تطوير مستشفى قلاوون التاريخي: خطوة نحو مستقبل صحي متكامل
بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأتي جهود تطوير القطاع الصحي في مصر كجزء من رؤية شاملة لإحياء القاهرة التاريخية، حيث كلف الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، بتحديث مستشفى قلاوون التاريخي للرمد في حي الجمالية، وذلك بهدف الحفاظ على تراثه الأثري مع تقديم خدمات صحية حديثة بجودة عالمية.
زيارة تفقدية لمتابعة التطورات
في إطار هذا المشروع، قام الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة، بزيارة تفقدية اليوم الخميس، حيث رافقه وفد من مسؤولي الصحة وشركة المقاولون العرب وهيئة الاعتماد والرقابة، لوضع خطة تنفيذ فورية. تم عقد اجتماع لاستعراض توجيهات القيادة السياسية، مع التركيز على التنسيق بين جميع الجهات المعنية، وتحديد الجدول الزمني، وسرعة البدء، حيث تم التأكيد على أهمية الإنجاز السريع وتقديم تقارير يومية عن تقدم الأعمال.
ترميم مستشفى قلاوون: دمج الماضي بالمستقبل
يهدف مشروع تطوير مستشفى قلاوون إلى تحويله إلى مركز متخصص في علاج أمراض الرمد وطب الأسنان، وفق معايير السلامة واشتراطات الاعتماد، حيث يتضمن المشروع ترميمًا معماريًا وإنشائيًا للحفاظ على الطابع الأثري، بالإضافة إلى تحسين الواجهات والفراغات الداخلية للمباني الثلاثة، وهي المستشفى الرئيسي، ومبنى الأسنان ومكافحة العدوى، ومبنى الأبحاث. كما سيتم استبدال الأثاث والمعدات الطبية بأحدث التقنيات، ودمج أنظمة الحوكمة والرقابة الرقمية لتعزيز الكفاءة.
إرث طبي عريق
يُعتبر مستشفى قلاوون الذي أسسه السلطان المنصور سيف الدين قلاوون عام 1284م رمزًا للريادة الطبية في التاريخ الإسلامي، حيث كان أول مستشفى عام يقدم العلاج لمختلف الأمراض، مع أقسام مخصصة للرمد والجراحة والنساء، إلى جانب تدريس الطب وإعداد الأدوية. شهد المستشفى العديد من التطورات عبر العصور، من تجديدات الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى ترميم الأمير عبدالرحمن كتخدا، ليبقى رمزًا للتميز الطبي المصري.
إن هذا المشروع يعكس التزام الدولة المصرية بإحياء تراثها الحضاري وتعزيز البنية التحتية الصحية، ليكون مستشفى قلاوون نموذجًا يجمع بين عراقة الماضي وطموح المستقبل، مقدمًا مستقبلًا صحيًا مستدامًا في قلب القاهرة التاريخية.
التعليقات