هل فعلا البلاء موكل بالمنطق هذا سؤال يطرحه الكثيرون في ظل الأحداث التي نشهدها يوميا فخالد الجندي يوضح في تفسيره أن البلاء قد يأتي نتيجة للأفعال والأقوال التي نقوم بها في حياتنا اليومية ويشير إلى أهمية التفكير العقلاني في مواجهة التحديات فالعقل هو أداة الإنسان في فهم الأمور والتعامل معها بشكل صحيح وعندما نستند إلى المنطق في تصرفاتنا فإننا نكون أكثر قدرة على تجنب المشاكل وتحقيق النجاح في حياتنا مما يجعلنا نتساءل هل يجب علينا دائما الاعتماد على المنطق في قراراتنا اليومية أم أن هناك جوانب أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار في هذا السياق.

البلاء موكل بالمنطق: حقيقة المقولة الشهيرة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المقولة المعروفة: «البلاء موكل بالمنطق»، والتي تُعتبر حديثًا نبويًا، ليست صحيحة، وإنما هي أثر موقوف على الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وهذا ما أكده خلال حديثه في برنامج «لعلهم يفقهون» على قناة «dmc».

تصحيح المفاهيم حول البلاء والكلام

أوضح الجندي أن الإمام ابن الجوزي ذكر في كتابه «الموضوعات» أن هذا الحديث لا يصح نسبه إلى النبي ﷺ، وأنه موضوع، مشيرًا إلى أن الصيغة الصحيحة لهذا القول مأثورة عن ابن مسعود، حيث قال: «البلاء موكل بالقول»، وقد صحح هذا الأثر الإمام الألباني رحمه الله. وأكد الجندي أهمية التحقق من الأحاديث، حيث قال: «ليس كل ما نسمعه هو قول النبي، بل يجب أن نتحقق من المصدر».

تأثير الكلمات على القدر

وتحدث الشيخ الجندي عن موقف النبي ﷺ مع الأعرابي المريض، حيث قال له: «لا بأس، طَهور إن شاء الله»، لكن الأعرابي رد قائلاً: «بل حُمّى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور»، مما يدل على أن الكلمات قد تؤثر في القدر، وهذا ما أكده الإمام ابن القيم في كتابه «تحفة الودود». وأشار الجندي إلى أن الكلمات، خاصة في لحظات الضيق، قد تُعتبر دعاءً، وقد تُستجاب، لذا يجب على الإنسان أن يحذر من كلامه وأن يحرص على قول الكلمات الطيبة، فهي قد تفتح أبواب الخير أو البلاء.