في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية يتساءل الكثيرون هل الذهب هو الملاذ الأكثر أمانا للاستثمار خلال المرحلة الحالية حيث تشير الخبيرة إلى أن الذهب يعد من الأصول الثابتة التي تحافظ على قيمتها في أوقات الأزمات المالية وعندما تتزايد المخاطر الاقتصادية يمكن أن يكون الاستثمار في الذهب خيارا ذكيا للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان والموثوقية علاوة على ذلك فإن الطلب المتزايد على الذهب في الأسواق العالمية يعزز من مكانته كملاذ آمن مما يجعل العديد من المستثمرين يفكرون في إضافة الذهب إلى محافظهم الاستثمارية لضمان استقرار أموالهم في المستقبل.

ارتفاع أصول صناديق الذهب: هل هو تحول هيكلي؟

قالت ماري عزمي، خبيرة الأسواق المالية، إن الزيادة الملحوظة في أصول صناديق الذهب لا يمكن اعتبارها تحولًا هيكليًا في تفضيلات المستثمرين حتى الآن، حيث أوضحت أن ما يحدث هو استجابة طبيعية للمرحلة الحالية التي تتميز بتقلبات اقتصادية عالمية حادة، دفعت المستثمرين نحو أدوات التحوط. هذا الاتجاه يعكس قلق المستثمرين من الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على الأسواق المالية.

الذهب كملاذ آمن

أشارت عزمي، خلال لقائها عبر قناة «إكسترا نيوز»، إلى أن الذهب ما يزال يحتفظ بمكانته كملاذ آمن عالمي، سواء بالنسبة للحكومات أو المستثمرين أو حتى الأفراد، مؤكدة أن هذا الاتجاه يتكرر كلما دخل العالم في موجات من عدم اليقين الاقتصادي أو السياسي. وأضافت أن ما نشهده اليوم ليس مختلفًا عما حدث قبل عام تقريبًا، حين واجهت مصر أزمة في العملة الأجنبية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى التحوط بالعملات الصعبة أو الذهب، في محاولة للحفاظ على قيمة أصولهم.

مستقبل الذهب في الأسواق المالية

أكدت ماري عزمي أن الاتجاه نحو الذهب ليس دائمًا، حيث توقعت أن يأتي وقت لاحق قد يدخل فيه الذهب في موجة هبوط، سواء في عام 2026 أو 2027، أو ربما بنهاية 2027، وذلك بناءً على التطورات الجيوسياسية. وأوضحت أن هذه المرحلة قد تشهد تحولًا عكسيًا، حيث يتجه المستثمرون نحو أوعية مالية أخرى مثل البورصة أو الودائع البنكية أو أدوات الدين.

بهذا الشكل، يتضح أن الذهب يظل خيارًا جذابًا في أوقات الأزمات، لكن المستثمرين يجب أن يكونوا مستعدين للتحولات المستقبلية في الأسواق المالية.