تعتبر قناة بن جوريون مشروعًا طموحًا يهدف إلى مزاحمة قناة السويس في حركة الملاحة البحرية حيث يعتقد الخبراء أن إنشاء هذه القناة قد يساهم في تحسين تدفق التجارة بين الدول ويقلل من الاعتماد على قناة السويس التي تعد واحدة من أهم الممرات المائية في العالم وقد أشار خبير بارز إلى أن التحديات اللوجستية والبيئية قد تؤثر على تنفيذ هذا المشروع ولكن في حال نجاحه يمكن أن يحدث تحولًا كبيرًا في خريطة التجارة العالمية ويزيد من تنافسية المنطقة بشكل عام.
قناة بن جوريون: تحليل استراتيجي لمستقبل الملاحة في المنطقة
قال اللواء الدكتور طارق عبدالعظيم، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن مشروع قناة بن جوريون ليس بالشيء الجديد، حيث تلوح به إسرائيل منذ سنوات عديدة، ويعاد طرحه بين الحين والآخر في الإعلام الإسرائيلي. في السابق، كان يُنظر إلى أن القناة ستمتد بين إيلات والبحر المتوسط دون المرور بـ قطاع غزة، لكن التضاريس الصعبة وارتفاع تكلفة الحفر جعلت من ذلك أمرًا معقدًا للغاية، بل كان يتم الاقتراح باستخدام تفجيرات نووية لتسهيل عمليات الحفر. ومع إدخال قطاع غزة في المسار المقترح، يصبح من الممكن تقليل تكلفة الحفر وتعقيداته الفنية.
المنافسة بين قناة السويس وقناة بن جوريون
في تصريحاته لـ إقرأ نيوز، أضاف اللواء عبدالعظيم أن قناة السويس تحتفظ بميزة تنافسية ملحوظة، فقد تم إنشاؤها قبل قناة بن جوريون وتم استرداد تكلفتها بالكامل. بناءً على ذلك، يمكن لمصر التفكير في تخفيض رسوم العبور عبر قناة السويس، مما سيؤثر سلبًا على تنافسية قناة بن جوريون، وهو ما يُعرف في الأدبيات الاقتصادية بـ "المنافسة المخربة" أو "منافسة قطع الرقاب". هذا الأمر سيجعل جدوى المرور عبر قناة بن جوريون ضعيفة نظرًا لعدم استرداد تكلفتها بعد.
تعزيز تنافسية قناة السويس
أكد اللواء الدكتور طارق أن مصر يمكنها زيادة تنافسية قناة السويس من خلال استغلال فترة انخفاض حركة السفن، لتحقيق التكامل بين قناة السويس والمنطقة الاقتصادية المحيطة بها. هذا سيمكن مصر من أن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا وإقليميًا لتجارة الترانزيت والصناعات التي ترغب في الخروج من الدول التي تسعى لتفادي الرسوم الجمركية الأمريكية. كما ينبغي استغلال الفترة الحالية لتسريع استكمال ازدواج القناة باستخدام الكراكات المملوكة للهيئة، مع تطوير منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية، تشمل خدمات مخصصة للسفن العابرة ودعم حركة التجارة، مما يعزز من القدرة التنافسية لقناة السويس.
بهذا الشكل، يمكن لمصر أن تعزز من مكانتها في سوق الملاحة البحرية، وتضمن استمرارية تدفق التجارة العالمية عبر قناتها الشهيرة.
التعليقات