تخطط ألمانيا لإنفاق 1.6 مليار يورو على الذكاء الاصطناعي في عام 2025 بهدف تعزيز الابتكار وتحفيز الاقتصاد الرقمي وتطوير تقنيات حديثة تسهم في تحسين جودة الحياة وزيادة الكفاءة في مختلف القطاعات من الصناعة إلى الرعاية الصحية كما تسعى الحكومة الألمانية إلى دعم الشركات الناشئة والبحث العلمي لتكون في طليعة المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي مما يعكس التزامها بتبني التكنولوجيا المتقدمة وتوفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار في المستقبل القريب.
ألمانيا تستثمر 1.6 مليار يورو في الذكاء الاصطناعي بحلول 2025
تعتزم ألمانيا ضخ 1.6 مليار يورو في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، وهو استثمار يتجاوز أي تقنية أخرى تقريبًا، حيث خصصت الوزارة الاتحادية للبحث والتكنولوجيا والفضاء هذا المبلغ كجزء من خطة عمل شاملة لتعزيز الابتكار في هذا المجال. منذ عام 2017، شهدت الميزانية السنوية زيادة مذهلة بأكثر من عشرين ضعفًا، مما يعكس التوجه الواضح نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
هل انفجرت فقاعة الذكاء الاصطناعي؟
وفقًا لمسح أجرته جمعية بيتكوم الرقمية، تُظهر الشركات الألمانية رغبة قوية في الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يخطط حوالي 60% منها لاستثمار نفس المبلغ الذي تم استثماره في عام 2024، بينما يرغب ما يقرب من ربعها في زيادة إنفاقها على الأدوات الرقمية. ومع ذلك، يحذر الباحث في مجال الرقمنة والاستدامة، راينر ريهاك، من أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يفتقر إلى نموذج أعمال مستدام، حيث يُعتبر حاليًا مجرد لعبة استثمارية تستهلك المليارات دون ضمان عائدات مستقبلية.
الفجوة في قدرات الحوسبة
تشير دراسة بيئية إلى أن قدرة الحوسبة في ألمانيا قد تصل إلى 3.7 جيجاواط بحلول عام 2030، مما يمثل زيادة بنسبة 50% خلال خمس سنوات. ومع ذلك، يتوقع أن يكون الطلب من القطاع الصناعي أعلى بثلاثة إلى خمسة أضعاف، مما يتطلب استثمارات ضخمة لتلبية هذا الطلب المتزايد. بالمقارنة، تمتلك الولايات المتحدة قدرة حوسبة تفوق ألمانيا بعشرين مرة، مما يُبرز الحاجة الملحة لتسريع الاستثمارات في هذا القطاع.
فهم الذكاء الاصطناعي كنظام بيئي مترابط
يؤكد البروفيسور أوليفر توماس من جامعة أوسنابروك أن ألمانيا وأوروبا تدفعان ثمن التخلف عن الركب في مجال تكنولوجيا المعلومات. بينما تكافح بعض الشركات لتحقيق الربح من الذكاء الاصطناعي، هناك شركات أخرى تحقق قيمة حقيقية من خلال تطبيق هذه التكنولوجيا. يدعو توماس إلى ضرورة تسريع عمليات البحث والتطوير، مع التركيز على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، وليس فقط على التكنولوجيا ذاتها.
زملاء الذكاء الاصطناعي في مكان العمل
في المستقبل، يُتوقع أن تظهر أنواع جديدة من الشركات الرقمية، حيث يمكن أن تُحقق الفرق الصغيرة إيرادات ضخمة بمساعدة زملاء الذكاء الاصطناعي. يمكن للأنظمة المدارة بالذكاء الاصطناعي استرجاع الوثائق المطلوبة في ثوانٍ، وتنظيم سير العمل، مما يسهم في تحسين الكفاءة والإنتاجية في مختلف المجالات.
تعتبر هذه التطورات مؤشرات واضحة على أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من القوى العاملة، مما يفتح آفاق جديدة للابتكار والنمو في السوق الألمانية والعالمية.
التعليقات