أستاذ علوم سياسية يؤكد أن الخطة الأمريكية الحالية تحمل بصمات إسرائيلية واضحة تسهم في تعزيز الهيمنة على الأراضي الفلسطينية وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني كما أنها تحرمهم من الأمل في تحقيق السلام الدائم مما يعكس التوجهات السياسية التي تهدف إلى تهميش حقوق الفلسطينيين وتجاهل مطالبهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة ويشير إلى أن هذه الخطة تتجاهل التاريخ الطويل من الصراع الذي عاشه الفلسطينيون وتؤكد على ضرورة إعادة النظر في السياسات الدولية من أجل تحقيق العدالة والكرامة للشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يعيش في سلام وأمان دون أي ضغوطات أو انتهاكات متكررة من القوى الخارجية.
تحليل خطة السلام الأمريكية في غزة
ناقش الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أبعاد خطة السلام الأمريكية الأخيرة التي تهدف لإنهاء حالة الحرب في قطاع غزة، والتي تتكون من 20 بندًا. منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن هذه الخطة، تعددت التفسيرات حولها، حيث يرى البعض أنها الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام في المنطقة، استنادًا إلى تصريحات ترامب حول توسيع اتفاقيات إبراهام ووقف التوترات في الشرق الأوسط، بينما يشير آخرون إلى أنها تحمل بصمات إسرائيلية واضحة، مما يجعلها منحازة تمامًا لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية، ولا تحتوي على أي بند يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
النقاط الإيجابية والخطيرة في الخطة
في حديثه مع الإعلامي محمد قاسم في برنامج "ولاد البلد" على قناة "الشمس 2"، أشار سلامة إلى وجود بعض النقاط الإيجابية في الخطة، مثل وقف العدوان وحقن الدماء، بالإضافة إلى عدم الإشارة إلى مخطط تهجير الفلسطينيين، وهو ما تعتبره مصر خطًا أحمر يهدد تصفية القضية الفلسطينية. كما نصت الخطة على إنفاذ المساعدات الإنسانية بمجرد وقف العدوان على قطاع غزة، مما قد يساعد في تحسين الوضع الإنساني في المنطقة.
دور مجلس السلام وتبعاته
ومع ذلك، أكد سلامة أن النظرة الشاملة لخطة ترامب تشير إلى عدم وجود أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى بند "مجلس السلام" الذي سيترأسه ترامب شخصيًا، مع عضوية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير. هذا المجلس يعني تهميش دور الفلسطينيين، سواء كانت حركة حماس أو السلطة الوطنية الفلسطينية، مما يتركهم خارج دائرة القرار. كما أشار إلى أن هذا المجلس يعيد إحياء فكرة الوصاية، مما يعني استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع والضفة، وبالتالي لا وجود لدولة فلسطينية.
توريط الدول العربية في الخطة
فيما يتعلق بموافقة بعض الدول العربية على الخطة، أشار سلامة إلى أن ذلك يعد نوعًا من التوريط للدول العربية والإسلامية، حيث لا يمكن تصور أن توافق هذه الدول على خطة تنهي الحقوق الفلسطينية دون آفاق سياسية لإقامة دولة فلسطينية. كما أضاف أن الهدف الأساسي من الخطة هو استغلال ثروات غزة، حيث ينص بند مجلس السلام على وجود تمويل عربي خليجي، مما يترجم بشكل مباشر إلى ما قاله مسؤولون إسرائيليون سابقون بأن غزة كنز عقاري ستتقاسمه واشنطن وتل أبيب، مما يعكس عدم اعتراف الإدارة الأمريكية بحقوق الفلسطينيين.
التعليقات