شهدت مظاهرات المغرب الأخيرة تصاعدًا كبيرًا في الاحتجاجات حيث خرج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع تعبيرًا عن غضبهم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي يعاني منها الشعب وقد أدت هذه المظاهرات إلى نهب بنوك وإحراق سيارات في مشهد يعكس الاحتقان الشعبي المتزايد وتطالب الجماهير بإقالة رئيس الوزراء كخطوة نحو التغيير وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وقد وثق العديد من المشاركين في الاحتجاجات تلك الأحداث عبر مقاطع فيديو تظهر حجم الفوضى والمطالب الشعبية الملحة التي تعكس رغبة المغاربة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في بلادهم.
احتجاجات المغرب: دعوات للإصلاح وسط حالة من التوتر
تتواصل الاحتجاجات في المغرب لليلة السادسة على التوالي، حيث خرج المتظاهرون، بقيادة الشباب، إلى الشوارع على الرغم من المخاوف من تصاعد العنف بعد مقتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات مع قوات الأمن. وقد شهدت هذه الاحتجاجات العديد من المدن، بما في ذلك الدار البيضاء، حيث يطالب المحتجون بتحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، كما دعا البعض إلى استقالة رئيس الوزراء عزيز أخنوش.
تدهور الأوضاع الأمنية ونداءات الإصلاح
جاءت دعوات الاستقالة بعد أحداث مؤسفة وقعت أول أمس الأربعاء، حيث تحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال شغب، تضمنت نهب البنوك وإحراق السيارات. وعلى الرغم من أن الملك محمد السادس هو السلطة العليا في البلاد، إلا أن التركيز في الاحتجاجات غالبًا ما يكون على الحكومة المكلفة بتنفيذ أجندته. وفي الأجواء المتوترة، هتف المتظاهرون مطالبين الملك بالتدخل ضد الحكومة، مرددين شعارات مثل "الشعب يريد إسقاط أخنوش".
ردود الحكومة والأسباب وراء الاحتجاجات
في أول تصريح له، أعرب أخنوش عن حزنه إزاء وفيات يوم الأربعاء، مشيدًا بجهود قوات الأمن في الحفاظ على النظام، مؤكدًا أن الحكومة مستعدة للاستجابة لمطالب المحتجين. وقد حدثت الاشتباكات بعد أن فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين في بلدة القليعة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص أثناء محاولتهم الاستيلاء على أسلحة الشرطة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات، التي نظمتها حركة غير قيادية تُعرف باسم "جيل زد 212"، قد أثارت اهتمامًا كبيرًا، حيث اعتبرها الكثيرون واحدة من أكبر الاحتجاجات التي شهدها المغرب منذ سنوات، كما أن المشاركين يستنكرون الفساد الذي يؤثر على حياة المواطنين العاديين، في ظل تباين واضح بين الاستثمارات الضخمة الموجهة لكأس العالم 2030 والافتقار إلى التمويل في المدارس والمستشفيات.
التعليقات