في مثل هذا اليوم الثالث من أكتوبر عام 1924 شهدت الأحداث التاريخية تحولًا كبيرًا حيث تم خلع الشريف حسين الذي لعب دورًا بارزًا في تاريخ الأمة العربية وارتبط اسمه بالثورات والمطالبات الوطنية لقد كانت هذه اللحظة بمثابة نقطة فاصلة في مسار الأحداث السياسية في المنطقة مما أثر على مستقبل العديد من الدول العربية وأعاد تشكيل خريطة العلاقات السياسية في ذلك الوقت كما أن خلع الشريف حسين جاء بعد سنوات من الكفاح والنضال من أجل الاستقلال والحرية مما جعله رمزًا للمقاومة ضد الاستعمار وتطلعات الشعب العربي نحو السيادة والكرامة.
الشريف حسين بن علي الهاشمي: رمز الاستقلال العربي
الشريف حسين بن علي الهاشمي، هو أحد أبرز الشخصيات التاريخية في العالم العربي، حيث شغل منصب شريف وأمير مكة المكرّمة من عام 1908 حتى 1917، بالإضافة إلى كونه ملك الحجاز من 1917 إلى 1924، وقد أسس الدولة الحجازية الهاشمية، كما كان أول من نادى من الحجاز باستقلال العرب، وُلِد الشريف حسين في إسطنبول عام 1854، حيث كان والده منفيًا هناك، وعاد إلى مكة وهو في سن الثالثة، وقد ساهمت نشأته في تشكيل رؤيته السياسية.
الثورة العربية الكبرى ودورها في التاريخ
قاد الشريف حسين الثورة العربية الكبرى في عام 1916، بالتعاون مع الإنجليز، والتي كانت تهدف إلى تحرير بلاد الحجاز وبلاد الشام والعراق من سيطرة الدولة العثمانية، وقد حصل على لقب "ملك العرب" بعد نجاحه في تحقيق هذا الهدف، وكان لعمه شريف عبدالله باشا دور كبير في حياته، حيث كلفه بمهام هامة، ولكن بعد وفاة والده وعمه، آلت إمارة مكة إلى عمه الثاني عون الرفيق الذي لم يكن يحظى بمحبته، مما أدى إلى نفيه إلى الأستانة.
الصراع مع ابن سعود ونهاية حكمه
مع بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، بدأ الشعور العام في بلاد الشام والعراق والحجاز بالتطلع إلى التخلص من العثمانيين، واستغل البريطانيون هذه الفرصة بالتواصل مع الشريف حسين، حيث وعدوه بملك آسيا العربية كاملة إذا ساعدهم ضد العثمانيين، وأطلق رصاصته الأولى في مكة عام 1916، ومع انتهاء الحرب في 1918، كان قد استولى على كامل الحجاز، لكن سرعان ما نشب صراع بينه وبين ابن سعود، مما أدى إلى تدخل البريطانيين الذين أعلنوا حيادهم. وفي 3 أكتوبر 1924، تلقى الشريف حسين إنذارًا بوجوب مغادرته العقبة، حيث نُفي إلى جزيرة قبرص في عام 1925، وبعد فترة من المرض، أُذن له بالعودة إلى عمان، حيث توفي عام 1931 ودفن في القدس، ليبقى اسمه خالداً في ذاكرة التاريخ العربي.
التعليقات