زي النهاردة في 3 أكتوبر 1990 شهد العالم حدثاً تاريخياً مهماً وهو إعادة توحيد ألمانيا بعد عقود من الانقسام بين الشرق والغرب حيث اجتمع الألمان من مختلف المناطق للاحتفال بهذا الإنجاز العظيم الذي أنهى فترة طويلة من التوتر والصراع السياسي والاجتماعي لقد كانت لحظة فارقة في تاريخ أوروبا وأثرت بشكل كبير على العلاقات الدولية وأعادت تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة مما جعل هذا اليوم يظل محفوراً في ذاكرة الألمان وكل من تابع تلك اللحظة التاريخية التي تمثل رمزاً للأمل والوحدة والحرية.
تاريخ توحيد ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، تم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة، كما جرى تقسيم العاصمة برلين، ومع مرور الوقت، أدى صراع الاتحاد السوفيتي وأمريكا على الغنائم الألمانية إلى توحد المناطق الخاضعة للسيطرة الأمريكية والفرنسية والبريطانية تحت مسمى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وأصبحت برلين الغربية عاصمتها، بينما تحولت المنطقة الخاضعة للسوفييت إلى ألمانيا الديمقراطية، وعاصمتها برلين الشرقية.
سقوط جدار برلين وبداية الوحدة
في 9 نوفمبر 1989، حدثت أولى مقدمات توحيد ألمانيا بعد استقالة إيريخ هونيكر، رئيس ألمانيا الشرقية، حيث أعلن جونتر شابوفسكي، أن بلاده فتحت الحدود مع ألمانيا الغربية، فانطلق الآلاف من الألمان الشرقيين إلى برلين الغربية، وسقط جدار برلين، وفي 19 ديسمبر 1989، زار المستشار الألماني الغربي هيلموت كول ألمانيا الشرقية لأول مرة، واستقبل استقبالًا شعبيًا هائلًا، وفي 1 فبراير 1990، طرح رئيس الوزراء الألماني الشرقي هانز ميدروف تصوراته حول الوحدة الألمانية، مؤكدًا ضرورة الحياد العسكري.
تحقيق الوحدة الألمانية
بعد إجراء أول انتخابات حرة في ألمانيا الشرقية، وافقت الحكومة الجديدة على الانضمام لألمانيا الاتحادية شريطة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، وفي 18 مايو 1990، تم توقيع اتفاقية الوحدة النقدية والاقتصادية والاجتماعية، مما شكل الميلاد الحقيقي لألمانيا الموحدة، وفي 1 يوليو، توحدت العملة وتم إلغاء الرقابة على الحدود، وفي 16 يوليو، توصل المستشار كول والرئيس السوفيتي غورباتشوف لصيغة الوحدة، وبموجبها تبقى ألمانيا عضوًا في الناتو، وفي 31 أغسطس، وقعت الدولتان اتفاقية الوحدة، وخرجت بعدها ألمانيا الشرقية من حلف وارسو، لتصبح ألمانيا موحدة في 3 أكتوبر 1990، بعد 45 عامًا من التقسيم.
التعليقات