تعتبر أراضي طرح النهر من المناطق الحيوية التي تلعب دوراً مهماً في النظام البيئي وتوفير المياه للزراعة ولكن ما مدى احتمالية غرق هذه الأراضي في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع منسوب المياه في الأنهار وقد أشار عباس شراقي إلى أن هذه الظاهرة قد تتزايد في السنوات القادمة نتيجة لعوامل متعددة مثل ذوبان الجليد وزيادة الأمطار مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لحماية هذه الأراضي ومنع تدهورها لضمان استدامتها للأجيال القادمة وضرورة دراسة العوامل المؤثرة في غرق أراضي طرح النهر بشكل دقيق لضمان استمرارية الحياة فيها وتفادي الأضرار البيئية والاجتماعية المحتملة.

تحذير رئيس الوزراء للمزارعين بشأن فيضانات نهر النيل

أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عن تحذير هام للمزارعين الذين يزرعون أراضي طرح النهر، وهي الأراضي الجانبية الواقعة في نطاق مجرى نهر النيل، حيث من المتوقع أن يرتفع مستوى المياه خلال الأسابيع القادمة نتيجة لفيضانات السودان وتصريف سد النهضة الإثيوبي، مما يستدعي توخي الحذر من قبل المزارعين الذين يعتمدون على هذه الأراضي في زراعتهم، حيث أن ارتفاع منسوب المياه قد يهدد محاصيلهم.

أهمية السد العالي في تنظيم منسوب المياه

أشار مدبولي إلى أن السد العالي يقوم بدور أساسي في تنظيم منسوب مياه نهر النيل على مدار العام، وغالبًا ما لا تغمر المياه تلك الأراضي، مما يشجع المزارعين على استغلالها وتأجيرها من وزارة الري، باستثناء بعض المناطق المنخفضة التي تتعرض للغمر، مما يتطلب من المزارعين اتخاذ احتياطات إضافية، كما أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن هذه التحذيرات تأتي في إطار مسؤولية الحكومة عن أي خسائر قد تحدث نتيجة ارتفاع منسوب المياه.

استعداد السد العالي لاستقبال المياه الجديدة

وأضاف شراقي عبر حسابه على فيسبوك أن السد العالي جاهز لاستقبال الإيرادات السنوية الجديدة التي تبدأ في الأول من أغسطس، حيث تأخر هذا الاستقبال في السنوات الأخيرة بسبب التخزين في سد النهضة، وقد بدأ وصول المياه في بداية سبتمبر بكميات تتجاوز 600 مليون م3 يوميًا، مما يساهم في تخزين الحصة السنوية، وفي حال اقتراب منسوب بحيرة ناصر من 182 مترًا، فقد تضطر وزارة الري إلى فتح مفيض توشكى لتصريف الزيادة، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب النيل وغمر بعض الأراضي المنخفضة، لذا يتوجب على المزارعين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة.

بهذا الشكل، يتضح أهمية التحذيرات الحكومية للمزارعين، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتأثيراتها المحتملة على الزراعة والموارد المائية في مصر.