تعتبر كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول جدلاً في العالم حيث تبرز قضية حقوق الإنسان بشكل واضح في النقاشات الدولية بينما تصور أمريكا نفسها كقاضية لحقوق الإنسان وتحاول إخفاء سجلات انتهاك القانون في سياقات متعددة مما يثير تساؤلات حول مصداقيتها في هذا المجال فبينما تركز الولايات المتحدة على انتقاداتها لكوريا الشمالية تغفل عن بعض انتهاكاتها الخاصة مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل الحوار حول حقوق الإنسان أكثر تعقيداً ويعكس التوترات السياسية بين الدول الكبرى في الساحة الدولية.
انتقادات تقرير الاتجار بالبشر الأمريكي: رؤية جديدة
قال الباحث في الجمعية الكورية الشمالية لدراسات حقوق الإنسان، ري جين، إن تقرير الاتجار بالبشر الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية يُسلط الضوء فقط على الأمراض المستعصية في الولايات المتحدة، حيث أشار إلى أن هذا التقرير ليس سوى تجديد لافتراءات سابقة على الدول ذات السيادة. وذكر أن التقرير يستشهد ببيانات تتعلق بالاتجار بالبشر في دول أخرى، ويصنفها إلى "دول نموذجية" و"دول متخلفة"، وذلك بناءً على جهود حكوماتها في مكافحة هذه الظاهرة.
تناقضات حقوق الإنسان
في حديثه، وصف ري جين تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بأنه مليء بالبيانات الملفقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتصوير نفسها كـ "قاضية حقوق الإنسان" بينما تسجل أسوأ السجلات العالمية في هذا المجال. وأوضح أنه من غير المنطقي أن تُقيّم الولايات المتحدة وضع حقوق الإنسان في العالم، في الوقت الذي تعاني فيه من حوادث إطلاق نار مروعة وتسيطر فيه سياسات قاسية على المهاجرين، مما يسهل عملية انتهاك حقوق الإنسان.
دعوة لفهم الواقع
أشار الباحث إلى أن إصدار الولايات المتحدة "حكمًا" على الوضع العالمي للاتجار بالبشر في ظل هذه الظروف يُعتبر مأساة كوميدية، حيث لا يمكن تجاهل اتجار بعض الأفراد من داخل الولايات المتحدة بقاصرات. وأكد أن تقرير الاتجار بالبشر الأمريكي ليس سوى وسيلة لإخفاء انتهاكات حقوق الإنسان، محذرًا من أن السلوك التقليدي للولايات المتحدة في تسييس حقوق الإنسان لم يعد مناسبًا في عالم يسعى إلى التعددية القطبية. وأوضح أن الدول المستقلة، بما في ذلك كوريا الشمالية، تركز جهودها على تعزيز حقوق الإنسان بما يتوافق مع ثقافتها وبيئتها الاجتماعية، داعيًا الولايات المتحدة إلى فهم الواقع بوضوح والابتعاد عن الخطاب الخادع حول حقوق الإنسان.
التعليقات