تعتبر لحية الجندي رمزًا للهوية الشخصية والتعبير عن الذات ولكن في الآونة الأخيرة بدأت أمريكا تشن حربًا على من يطلقون لحاهم في الجيش حيث تتزايد النقاشات حول قواعد المظهر العسكري ومدى تأثير هذه القواعد على الروح المعنوية للجنديات والجنديين فاللحية قد تكون جزءًا من التراث والثقافة لدى البعض مما يثير تساؤلات حول حرية التعبير في المؤسسة العسكرية وكيفية التوازن بين الانضباط والحرية الشخصية مما يعكس صراعًا بين التقليد والحداثة في بيئة العمل العسكرية.

وزير الحرب الأمريكي يثير الجدل حول قواعد المظهر في الجيش

تعهد وزير الحرب الأمريكي، بيت هيجسيث، بتطبيق قواعد صارمة بشأن مظهر الجنود، حيث يسعى إلى "تطهير اللحى" من الجيش، ورغم أن هذا قد يبدو كخطوة نحو توحيد المظهر، إلا أنه قد يهدد التقاليد الدينية لبعض الجنود، ويؤثر سلبًا على صحتهم. وفقًا لتقرير نشرته أكسيوس، فإن هذه الخطوة قد تضطر بعض أفراد الخدمة، مثل السيخ والمسلمين والجنود اليهود، للاختيار بين التمسك بإيمانهم أو الاستمرار في الخدمة العسكرية.

تأثير القواعد الجديدة على الجنود

قال كايل بيبي، المؤسس المشارك لمشروع المحاربين القدامى السود وقائد سابق في مشاة البحرية، إن الضغط من أجل التوحيد قد يكون غير منطقي، حيث يجب أن يتمتع الجنود، بغض النظر عن مظهرهم، بالقدرة على تقديم الخدمة. وأضاف بيبي أنه من غير المعقول معاقبة من يعانون من حالات جلدية تتفاقم بسبب الحلاقة، مشددًا على أهمية الاحتفاظ بالمواهب الفريدة في الجيش.

تصريحات هيجسيث وموقفه من اللحى

في خطابه أمام كبار القادة العسكريين في كوانتيكو، أوضح هيجسيث رؤيته لوزارة دفاع تتماشى مع شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، حيث أشار إلى أنه إذا رغب الجنود في الاحتفاظ بلحاهم، يمكنهم الانضمام إلى القوات الخاصة، ولكن إذا كانوا غير مستعدين للامتثال للمعايير، فعليهم البحث عن وظائف جديدة. كما أشار تقرير أكسيوس إلى أن الإدارة السابقة للرئيس دونالد ترامب كانت قد منحت إعفاءً لجندي وثني نورسي، حيث اعتبرت لحيتهم سمة مميزة للرجال.

أهمية الهوية الدينية في الجيش

تعتبر اللحى جزءًا أساسيًا من عقيدة السيخ وهويتهم، حيث أوضحت المحامية البارزة ماريسا روسيتي أن حلاقة أو قطع اللحى تعني "قطع أحد الأطراف". وقد أشار التحالف السيخي إلى أن الخدمة السيخية في الجيش الأمريكي تعود لأكثر من قرن، مما يبرز أهمية احترام التقاليد الدينية في المؤسسات العسكرية.

في النهاية، تطرح هذه التطورات تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين التقاليد العسكرية والحقوق الدينية للأفراد، مما يستدعي ضرورة التفكير في سياسات أكثر شمولية في الجيش الأمريكي.