في حديثه حول أهمية تنظيف المجرى من التلوث أكد وزير الري الأسبق أن فيضان النيل في مصر يعود إلى عدة عوامل رئيسية منها التغيرات المناخية وزيادة التلوث في المياه مما يؤثر على جريان النهر ويعوق تدفقه الطبيعي وضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتقليل من التلوث الذي يهدد البيئة والحياة المائية وأشار إلى أهمية التعاون بين الجهات المعنية للحفاظ على نهر النيل الذي يعد شريان الحياة لملايين المصريين ويجب أن نعمل جميعا على حماية هذا المورد الحيوي من التدهور الذي قد يؤدي إلى كوارث بيئية وصحية في المستقبل القريب.

غرق الأراضي الزراعية في المنوفية والبحيرة: أزمة جديدة بسبب ارتفاع منسوب النيل

شهدت محافظتا المنوفية والبحيرة غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المعروفة بـ«طرح النهر» وذلك نتيجة ارتفاع مفاجئ في منسوب مياه نهر النيل، مما أدى إلى خسائر جسيمة للمزارعين. هذه الظاهرة أثارت قلقاً واسعاً بين الفلاحين، حيث أن هذه الأراضي تعد مصدر دخل رئيسي لهم وتعتبر من أهم الموارد الزراعية في المنطقة.

تأثير الفيضانات على الزراعة

في أول رد على هذا الوضع، أوضح الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، أن أراضي طرح النهر تتشكل نتيجة ترسيب الطمي والطين على ضفتي النهر، وتكون عرضة للغرق عند زيادة تصرفات النهر. هذه الأراضي تشبه الجزر النيلية، وتُستغل زراعيًا خلال فترات انخفاض منسوب المياه، ولكنها تظل معرضة للخطر عندما يرتفع المنسوب بشكل مفاجئ. وأكد علام أن هذا الارتفاع قد يكون مرتبطًا بتجنب مخاطر الفيضانات على السد العالي وتحقيق أهداف متعددة مثل توليد الكهرباء وتحسين الملاحة.

تداعيات التصرفات الإثيوبية

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الموارد المائية والري أن ما شهده النيل الأزرق لم يكن مجرد تدفق طبيعي، بل كان نتيجة لتصرفات إثيوبية غير قانونية بعد ملء سد النهضة، مما أدى إلى تصريف كميات هائلة من المياه. هذا التصرف، الذي وصفته الوزارة بـ«العبثي»، قلب موازين الفيضان الطبيعي، حيث جاء فيضان سبتمبر بشكل مفاجئ وبشراسة، مما تسبب في خسائر فادحة ليس فقط لمصر بل أيضًا للسودان، كما أكدت تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

يجب أن نكون واعين لمخاطر إدارة المياه العشوائية، والتي تهدد أمن شعبي مصر والسودان، سواء في أوقات الجفاف أو الفيضانات، مما يستدعي ضرورة التوصل إلى اتفاقات قانونية تضمن حقوق الجميع وتحمي الأراضي الزراعية من التدمير.