تعيش مئات الأسر في محافظة المنوفية وضعًا مأساويًا حيث أصبحت العديد من القرى محاصرة بالمياه بعد غرق أراضيها بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر مما أدى إلى تدمير المحاصيل وتهديد سبل العيش للأهالي الذين يستغيثون لإنقاذهم من هذه الكارثة الإنسانية ويعبر السكان عن قلقهم الكبير من استمرار الوضع الحالي وتأثيره السلبي على صحتهم وأمنهم الغذائي حيث يطالبون الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لتقديم المساعدة اللازمة وإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها كل يوم.

معاناة الأسر في قرى طرح النهر بالمنوفية

تعيش مئات الأسر في قرى طرح النهر بمحافظة المنوفية أوقاتًا عصيبة، حيث ارتفع منسوب مياه النيل بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى غمر المياه لمنازلهم وأراضيهم الزراعية، ولجأ الأهالي إلى استخدام المراكب الصغيرة للتنقل، مما خلق مشهدًا غير مألوف في حياة الريف المصري، فقد وجد هؤلاء الناس أنفسهم محاصَرين بالمياه من كل الاتجاهات، مما جعل حياتهم اليومية مليئة بالتحديات والصعوبات.

صعوبات يومية وتحديات مستمرة

أوضح الأهالي أن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث أكد الحاج عبدالحميد عبدربه من مركز أشمون أن المياه غمرت منزله وأرضه المزروعة بالذرة، مما جعله يفقد مصدر دخله، بينما أشارت أم محمود السيد، ربة منزل، إلى أنها مضطرة لاستخدام مركب صغير لإحضار الطعام، في حين يعاني أولادها من عدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة بانتظام، كما أضاف سيد عوض من منوف أن المراكب أصبحت وسيلة المواصلات الوحيدة بعد غمر المياه للطرق الجانبية المؤدية إلى القرية.

إجراءات حكومية ودعوات للتعويض

في استجابة لهذه الأزمة، شددت الأجهزة التنفيذية على ضرورة إخلاء المنازل المهددة بالخطر وإيقاف أي محاولات للزراعة، حيث أفاد مصدر من مديرية الزراعة أن المساحة التي غمرتها المياه تجاوزت ألف فدان، متضمنةً 11 فدانًا متضررة من محاصيل مثل الفراولة والفاصوليا، كما أعلن اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، عن جولة ميدانية لتفقد الأوضاع، مشيرًا إلى ضرورة رفع منسوب الجسر المؤدي إلى جزيرة أبوداوود وتوفير الدعم الكامل للأسر المتضررة، مما يعكس التزام الحكومة بالتعامل مع هذه الكارثة وتقديم المساعدة اللازمة للأهالي الذين فقدوا مصدر رزقهم.