حفل افتتاح سد النهضة كان لحظة تاريخية تجسد الجهود الكبيرة التي بذلتها إثيوبيا في تطوير بنيتها التحتية المائية لكن هذا الحدث أثار العديد من التساؤلات حول فيضان النيل المفاجئ والذي اعتبره البعض فيضانا مفتعلا ويعود السبب في ذلك إلى السياسات المائية التي تتبناها دول حوض النيل حيث تسعى كل دولة للحفاظ على حقوقها المائية في ظل التغيرات المناخية المتزايدة مما يزيد من حدة التوترات بين الدول المعنية ولهذا فإن الري في تلك الدول تسعى دوما لتوضيح الحقائق وتقديم البيانات اللازمة لفهم الوضع المائي بشكل أفضل وتجنب أي سوء فهم قد يؤثر على العلاقات بين دول حوض النيل.

تخزين المياه في السد الإثيوبي: أزمة جديدة تلوح في الأفق

أفاد المهندس محمد غانم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري، بأن إثيوبيا قامت بتخزين كميات من المياه في السد الإثيوبي تفوق التوقعات بنهاية أغسطس، حيث شهدت التصريفات انخفاضًا كبيرًا عما هو معتاد، وذلك خلافًا لأسلوب التخزين التدريجي الذي كان يتم على مدى عدة أشهر حتى أكتوبر. هذه الخطوة أثارت العديد من التساؤلات حول نوايا إثيوبيا وأثرها على دول المصب.

أهداف إثيوبيا من التخزين المكثف

خلال مداخلة له على قناة «القاهرة الإخبارية»، أشار غانم إلى أن هذا التخزين المكثف جاء بهدف تحقيق "لقطة إعلامية" خلال افتتاح السد الإثيوبي، حيث أرادت إثيوبيا أن يظهر السد ممتلئًا بالكامل، مما يعكس صورة دعائية إيجابية عن المشروع، وبذلك تتدفق المياه من الممر الأوسط بشكل مثير. بعد امتلاء السد، اضطرت إثيوبيا لإطلاق كميات كبيرة من المياه دفعة واحدة، بلغت نحو 2 مليار متر مكعب، وهو ما كان يمكن تجنبه لو تم التخزين بطريقة أكثر تنظيمًا.

التحذيرات المحلية واستجابة الحكومة

في سياق متصل، أكد غانم أن وزارة الري قد وجهت في 7 سبتمبر الماضي خطابات إلى جميع المحافظات النيلية، لتحذير المواطنين المتعدين على أراضي طرح النهر من احتمالية ارتفاع المناسيب، مما قد يؤدي إلى غمر هذه الأراضي. ورغم أن هذه التعديات تعتبر غير قانونية، إلا أن الحفاظ على حياة المواطنين يُعد أولوية بالنسبة للدولة المصرية، حيث عملت الأجهزة المحلية والمحافظات على التواصل مع المواطنين لإخطارهم بضرورة إخلاء هذه المناطق ونقل متعلقاتهم الشخصية.