غرق أراضي طرح النهر في المنوفية كان حدثًا مؤلمًا ترك أثرًا عميقًا في حياة السكان حيث شهدت المنطقة تغيرات كبيرة في البيئة والزراعة فقد فقد الفلاحون الكثير من محاصيلهم نتيجة ارتفاع منسوب المياه الذي غمر الأراضي الخصبة وأدى إلى تدهور التربة وزيادة معاناة الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش في ظل هذه الظروف الصعبة ومع تزايد المخاوف من حدوث كوارث مستقبلية يسعى الجميع إلى البحث عن حلول فعالة لحماية الأراضي والموارد المائية في المنطقة فهذه المشاهد تمثل تحذيرًا للجميع حول أهمية الحفاظ على البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
مشهد مأسوي في محافظة المنوفية: غرق الأراضي والمنازل
تشهد قرى ومراكز محافظة المنوفية حالة من الاستنفار بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل، حيث غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي والمنازل، مما أدى إلى معاناة كبيرة للأهالي الذين يواجهون تحديات يومية خطيرة. في ظل تحذيرات الوحدات المحلية بإخلاء المناطق المهددة، يظل المشهد على الأرض مفعمًا بالمآسي، وفيما يلي أبرز المشاهد الحية التي رصدت معاناة السكان.
مشاهد مأساوية من قلب المعاناة
في قرية «دلهمو»، يروي محمود علي كيف حاصرت المياه منزله، حيث اضطر لحمل ابنته الصغيرة على كتفه ليتمكن من الخروج، بينما بقيت زوجته وأطفاله الآخرين محبوسين داخل المنزل حتى وصلت المراكب لإنقاذهم. وفي أشمون، وقف الحاج عبدالحميد عبدربه، مزارع ستيني، يتأمل أرضه الغارقة، حيث فقد محصول الذرة الذي كان يعتمد عليه، مما جعله يشعر باليأس حيال مستقبله.
أما في منوف، فقد كانت أم محمود السيد تضع احتياجاتها في مركب صغير، متنقلة بين السوق ومنزلها المحاصر بالمياه، حيث أكدت أن أبناءها لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى المدرسة بانتظام، مما أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية. وفي شوارع أشمون، تحولت الطرق الجانبية إلى بحيرات صغيرة، حيث يستخدم الأهالي مراكب خشبية للتنقل بين البيوت، في مشهد يعيد للأذهان ذكريات فيضانات سابقة.
تحذيرات وإجراءات عاجلة من السلطات
أصدرت الوحدات المحلية تحذيرات عاجلة للأهالي بضرورة إخلاء المنازل الواقعة على ضفاف النيل، وعدم زراعة أي محاصيل جديدة، حيث تخضع الأوضاع لمتابعة دقيقة من وزارة الري والجهات التنفيذية. وقد أوضح مصدر مسؤول في مديرية الزراعة بالمنوفية أن المساحات التي غمرتها المياه بلغت 1124 فدانًا، مع التأكيد على أن المتضرر فعليًا من المحاصيل القائمة لا يتجاوز 11 فدانًا، مما يثير القلق بشأن مستقبل الزراعة في المنطقة.
في قرية صغيرة بمنوف، غمرت المياه منزل عروسين، حيث فقدت الأسرة كل ما جهزته لعش الزوجية، مما حول فرحتهم إلى مأساة. وفي ظل هذه الظروف، قام اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، بزيارة المواقع المتضررة، حيث استمع إلى شكاوى الأهالي وأكد أن الدولة لن تترك أي مواطن دون دعم، مشددًا على ضرورة حصر جميع الأراضي المتضررة لإعفائها من الإيجار السنوي.
الدعم الحكومي والتعويضات
تعمل الحكومة على توفير الدعم اللازم للأهالي المتضررين، حيث تم توجيه الجهات التنفيذية للعمل على تأمين القرى المتأثرة بالغرق، مع التأكيد على أهمية تعويض المتضررين بشكل عادل. إن هذه الأوضاع الصعبة تتطلب تكاتف الجهود من جميع الجهات المعنية، لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها وتوفير المساعدة اللازمة للأهالي الذين عانوا من هذه الكارثة.
تظل محافظة المنوفية في حالة من الترقب، حيث يأمل الأهالي في تحسن الأوضاع واستعادة أراضيهم ومنازلهم، مع الالتزام بالتدابير اللازمة لحماية المنطقة من أي كوارث مستقبلية.
التعليقات