الحكومة حذرتهم سنين طويلة من مخاطر التعدي على أراضي طرح النهر حيث أكد مسؤول بوزارة الري أن الوضع الحالي يشير إلى أن المتعدين هم من يتحملون المسؤولية عن غرق الأراضي وليس هناك ضحايا بالمعنى الحقيقي فالمخالفات كانت واضحة والجهات المعنية قامت بدورها في التحذير ولكن عدم الالتزام أدى إلى هذه الكارثة التي يمكن تفاديها لو تم احترام القوانين والأنظمة الخاصة بحماية الأراضي المائية مما يبرز أهمية التوعية للمزارعين والمواطنين حول ضرورة الالتزام بالقوانين للحفاظ على البيئة وزيادة الإنتاج الزراعي بشكل مستدام.

درس من فيضانات النيل: أهمية الوعي بالمخاطر

قال المهندس خالد وصيف، مساعد وزير الموارد المائية والري السابق، إن الفيضانات التي اجتاحت جسور النيل وامتدت إلى أراضي طرح النهر تقدم درسًا مهمًا يجب أن نستوعبه جميعًا، سواء كأفراد أو مؤسسات في مصر، وأكد أن أي محاولة لتجاهل حقائق العلم قد تؤدي إلى نتائج كارثية، لذا يتطلب الأمر منا جميعًا الالتزام بالمعرفة العلمية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالموارد المائية.

التحذيرات المتكررة من وزارة الري

أضاف وصيف عبر صفحته على فيسبوك، أن وزارة الري كانت تحذر لفترة طويلة من التعديات على جسور النهر، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص قاموا ببناء بيوت ومشروعات ترفيهية في منطقة طرح النهر دون مراعاة للقانون، وأن هؤلاء لم يأبهوا بالمخاطر المحتملة في سبيل تحقيق فوائد قصيرة الأجل، خاصة بعد بناء السد الإثيوبي، حيث اعتبر البعض أن احتمال الفيضانات ضعيف، وهو ما يُعد فهمًا خاطئًا للوضع.

أهمية الالتزام العلمي في التخطيط

وأوضح وصيف أن العلم يأخذ في الاعتبار أضعف الاحتمالات عند تنفيذ أي مشروعات، وأن هذا ينطبق على مخرات السيول التي يُتوقع هطولها مرة واحدة كل مائة عام، حيث يتم التعامل مع تلك المرة وكأنها ستحدث غدًا، ولذا يجب علينا جميعًا أن نتعاون للحفاظ على استدامة الموارد المائية، محذرًا من أن أي مفاهيم مغلوطة قد تفتح الباب أمام كوارث مستقبلية، قد تؤثر على الأجيال القادمة.

في الختام، أكد وصيف أن المهندسين في وزارة الري يستحقون التقدير لدفاعهم عن حقوق النهر، رغم الضغوط والتحديات التي واجهوها، حيث تعرض بعضهم للاعتداء أثناء إزالة التعديات، مما يعكس التزامهم وحسهم الوطني في حماية موارد مصر المائية.