الغوص والسنوركلينج يعتبران من أبرز الأنشطة المائية التي تجذب السياح إلى البحر الأحمر لكنهما في الوقت نفسه يمثلان تحديات كبيرة للشعاب المرجانية حيث تتعرض هذه الشعاب للتلف بسبب التفاعل المباشر مع الغواصين والسياح الذين قد لا يدركون تأثيراتهم السلبية على البيئة البحرية لذا من الضروري تعزيز الوعي حول أهمية الحفاظ على هذه الشعاب والتقليل من الأثر البيئي للأنشطة المائية من خلال التعليم والممارسات المستدامة التي تضمن بقاء هذه الكنوز البحرية للأجيال القادمة مما يسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في البحر الأحمر.

أهمية حماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر

تزايدت الأنشطة البحرية مثل السنوركلينج والغوص العشوائي بشكل ملحوظ، وخاصة في ظل غياب المرشدين المعتمدين، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للإرث الطبيعي الثمين للشعاب المرجانية في البحر الأحمر، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المقاصد العالمية لرياضة الغوص والسنوركلينج، حيث يتمتع بتنوع بيولوجي فريد وشعاب نادرة تجذب مئات الآلاف من السائحين سنويًا، لذا بدأت وزارة البيئة والمحميات الطبيعية وغرفة الغوص اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين.

توجيهات وزارة البيئة لحماية الشعاب المرجانية

وجهت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة، مسؤولي غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية ومحميات البحر الأحمر بعدم السماح بممارسة أي أنشطة غوص أو سنوركلينج عشوائية إلا بوجود مرشد معتمد، مشددة على أن هذه الخطوة ضرورية لحماية الشعاب المرجانية من التدمير الناتج عن الممارسات غير المدروسة، حيث أن بعض السائحين قد يتسببون عن غير قصد في إلحاق أضرار مباشرة بالشعاب، مما يؤدي إلى كسر أجزاء منها أو نفوق الكائنات الدقيقة المرتبطة بها.

الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر تحتاج إلى ضوابط لحمايتها

دور المرشدين المعتمدين في الحفاظ على البيئة البحرية

أشار أحمد خالد، مرشد معتمد في الغردقة، إلى أن وجود دليل محترف ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة لحماية السائح والبيئة البحرية على حد سواء، حيث يمتد دور المرشد إلى توعية السائح بكيفية السباحة بشكل آمن دون إزعاج الكائنات البحرية، مما يقلل من المخاطر البيئية، وأكدت غرفة الغوص والأنشطة البحرية على أهمية إلزامية وجود مرشدين معتمدين مع كل فوج سياحي، في إطار خطة متكاملة لتطبيق معايير السياحة البيئية المستدامة، حيث أن البحر الأحمر يعتمد على سمعته كوجهة سياحية آمنة وصديقة للبيئة.

التحديات التي تواجه الشعاب المرجانية

أكد الدكتور حسين نصر، المتخصص في الشعاب المرجانية، أن الشعاب التي تتعرض للدهس أو الكسر تحتاج في المتوسط إلى 10 سنوات لتستعيد جزءًا من عافيتها، وبعض الأنواع قد لا تعود أبدًا، مما يجعل الالتزام بوجود مرشدين معتمدين خلال ممارسة الأنشطة البحرية ضرورة ملحة، فالحفاظ على هذا المورد الطبيعي الثمين يُعتبر رأس المال الحقيقي للسياحة البحرية في مصر، ويجب أن نعمل جميعًا للحفاظ عليه.