بيوتنا اتخربت والخسائر بالملايين هي صرخة تعبر عن معاناة المتضررين من حريق شارع الحميدي ببورسعيد حيث تسببت النيران في تدمير العديد من المنازل والممتلكات مما ترك الأسر في حالة من الحزن والصدمة فقد فقد الكثيرون كل ما يملكون في لحظة واحدة ومع تزايد الخسائر المالية تتعالى الأصوات المطالبة بالمساعدة لإعادة بناء ما تهدم وتحسين الأوضاع المعيشية للمتضررين الذين يحتاجون إلى دعم فوري لتجاوز هذه الكارثة التي أثرت على حياتهم بشكل كبير فالتضامن المجتمعي ضروري في مثل هذه الأوقات الصعبة لنستطيع معاً إعادة الأمل إلى قلوب هؤلاء الذين تضرروا بشكل كبير من هذا الحريق المدمر.

مأساة حريق شارع الحميدي في بورسعيد

بعد مرور أسبوع على الحريق المأساوي في شارع الحميدي بمحافظة بورسعيد، والذي أدى إلى وفاة سيدة وإصابة اثنين آخرين، تضرر نتيجة هذا الحريق تسعة محال تجارية، حيث تفحم أربعة منها بالكامل، بينما تضرر خمسة آخرون، مع فقدان بضائع تقدر بملايين الجنيهات، مما ترك أثراً عميقاً في قلوب الأهالي.

في حارة العدل بشارعي طولون والحميدي، يقف الأهالي بوجوه عابسة وعيون تملؤها الدموع، إذ توشحت منازلهم ومحالهم بالسواد، تاركة خلفها رماداً وأخشاباً متفحمة ورائحة لا تحتمل، بينما يشاهد الأطفال الأربعة الذين فقدوا والدتهم، والتي كانت السند الوحيد لهم، يتذكرون أياماً جميلة ضاعت في لحظات. لقد كانت تلك الأم، التي تبلغ من العمر 36 عاماً، هي الجندي المجهول في حياتهم، والآن يقفون أمام منزلهم المحترق، يتطلعون إلى مستقبل غامض.

مشاهد من الكارثة

تجولت عدسة "إقرأ نيوز" في شارع الحميدي لرصد آثار الحريق، واستمعنا إلى مطالب أصحاب المحال المتضررة، حيث عبر "ممدوح مسعد شرابي"، صاحب أول محل اشتعلت فيه النيران، عن حزنه العميق لفقدانه جميع بضاعته التي كانت جاهزة للموسم الشتوي، مشيراً إلى أنه قد تكبد خسائر تتجاوز 800 ألف جنيه، بالإضافة إلى كونه مستأجراً وليس لديه مصدر رزق آخر، مما زاد من معاناته.

كما أشار شرابي إلى سرعة استجابة رجال الدفاع المدني، حيث وصلوا في غضون 10 دقائق، ولولا جهودهم لكانت الكارثة أكبر بكثير. وقد ناشد المسؤولين بضرورة تعويض المتضررين، حيث أن حجم الخسائر بالملايين، فقد تفحمت أربعة محلات بالكامل، وتضررت المحلات التجارية الأخرى المجاورة.

النداء للمساعدة

شاهد عيان على الحادث، والذي فقد أيضاً محله، أعرب عن قلقه بشأن الأطفال الأربعة الذين فقدوا والدتهم، مشيراً إلى أن والدتهم كانت تعمل في إحدى المستشفيات لتأمين احتياجاتهم، والآن يحتاجون إلى دعم عاجل. كما تساءل عن دور نواب المحافظة، قائلاً إنهم لم يشعروا بمعاناتهم أو يساندوهم في محنتهم.

شقيق الضحية "نورا" ذكر تفاصيل مؤلمة عن الحادث، حيث كانت والدتها تعمل بجد لتوفير حياة كريمة لأبنائها، ورغم معاناتها الصحية، كانت تفضلهم على نفسها. وأكد أن جهود رجال الحماية المدنية لم تكن كافية لإنقاذها، حيث توفيت بعد لحظات من وصولها إلى المستشفى.

في ختام الحادث، وجه المحافظ بسرعة إعداد تقرير حول العقارات المتضررة، وتم إرسال لجنة من التضامن الاجتماعي لدعم المتضررين، كما تم الدفع بمعدات الطوارئ لرفع آثار الحريق، في محاولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.