في دلهمو، حيث تتلاشى الآمال وتغرق البيوت، يعاني أهالي طرح النهر بالمنوفية من مأساة مريرة بعد أن جرفت المياه ممتلكاتهم وأحلامهم في لحظة غير متوقعة، يتساءل الجميع بقلوب مكسورة ذنبنا إيه بعد ما ضاع كل شيء، فقد كانت البيوت ملاذهم الآمن وتاريخهم، والآن أصبحت مجرد ذكريات مؤلمة تتلاشى في غياهب النسيان، ومع كل قطرة ماء تتسرب إلى قلوبهم، يزداد الألم ويصبح الفقد أكثر قسوة، حيث ينظر الأهالي إلى المستقبل بعيون مليئة بالحزن والأمل المفقود، فهل من منقذ لهؤلاء الذين فقدوا كل شيء؟

مأساة أهالي دلهمو: غمر النيل يغير حياة الناس

على ضفاف النيل في قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، يواجه الأهالي واحدة من أصعب الفترات في حياتهم، حيث غمرت مياه الفيضان بيوتهم وأراضيهم، مما أجبرهم على ترك منازلهم والإقامة في عشش وخيام مؤقتة أقاموها بأنفسهم فوق مناطق مرتفعة، بعد أن أصبحت الأراضي التي عاشوا عليها لسنوات غارقة بالكامل، ومع ذلك، فإن الأهالي يصرحون بأنهم فقدوا كل شيء من منازل ومحاصيل وأمان.

واقع مأساوي في دلهمو

الحياة في دلهمو تبدو كأنها مشهد من مأساة طويلة، فالشوارع تحولت إلى مجارٍ مائية، والمراكب الصغيرة أصبحت وسيلة التنقل الوحيدة المتاحة، بعض الأهالي تمكنوا من نقل أثاثهم قبل أن تبتل الجدران، بينما لم يستطع الآخرون إنقاذ أي شيء، أحد المواطنين ويدعى محمود علي يقول إنه خرج من بيته وهو يجر أسرته وسط المياه، حيث ارتفع منسوب النيل بشكل مفاجئ، مؤكداً أن زوجته وأطفاله يعيشون الآن في خيمة من الخيش، ولا يعرفون إلى متى سيظلون في هذه الحالة، بينما تعبر أم عبدالله عن صدمتها من تحول بيتها الذي بنته بجهد إلى أطلال، وتنام الآن في العراء بجوار جيرانها الذين فقدوا مأواهم.

أهالي العشش يشكون

جهود الحكومة والدعم المطلوب

زيارة اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفية للمنطقة المتضررة جاءت لتفقد حجم الكارثة، حيث استمع إلى شكاوى الأهالي، ووعد بتوفير الدعم اللازم، وأكد أن الأجهزة التنفيذية بالتعاون مع وزارة الري تتابع الموقف لحظة بلحظة، وتم رفع حالة الطوارئ في القرى المطلة على النيل، كما وجه المحافظ بإعداد حصر شامل للأسر المتضررة ودراسة إمكانية تعويضهم، مع العمل على رفع الجسور الترابية لحماية الأراضي من تسرب المياه مرة أخرى.

رغم محاولات المسؤولين للتعامل مع الأزمة، لا يزال الأهالي يسألون: "ذنبنا إيه دلوقتي بعد ما ضاع كل شيء"، فبعضهم خسر بيته، وآخرون فقدوا رزقهم، ويعيشون بلا مأوى سوى عشة أو خيمة بسيطة، في انتظار عودة المياه إلى مجراها الطبيعي وعودة الحياة إلى قريتهم التي أغرقها النيل.

شاهد الفيديو

تتطلب هذه الكارثة تضافر الجهود من جميع الأطراف لضمان عودة الحياة الطبيعية إلى دلهمو، وتوفير المساعدة اللازمة للأهالي المتضررين.