رئيس جامعة الأزهر أشار إلى الفرق بين “كلمات تامات” و”كلمات تامة” في حديثه عن البلاغة في لغة القرآن الكريم حيث يكمن هذا الفرق في دقة المعاني ودلالاتها العميقة التي تعكس جمال اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن الأفكار والمشاعر بطرق متنوعة وفريدة وتعتبر هذه التفاصيل البلاغية من الأسرار التي تجعل النص القرآني مميزًا حيث يساهم فهمها في تعزيز الدراسة الأكاديمية للقرآن ويظهر أهمية البحث في الجوانب البلاغية للنصوص الدينية مما يساعد الطلاب والباحثين على استكشاف معاني جديدة وفهم أعمق للرسالة القرآنية التي تحملها هذه الكلمات.

بلاغة القرآن: فهم الألفاظ القرآنية

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن التعمق في الألفاظ القرآنية يفتح آفاقًا واسعة من الفهم، ويعزز الدقة في التعبير، وأشار إلى أن العلماء قد تناولوا كلمة "الكلمات" التي تُجمع بالألف والتاء، وتُعرف في اللغة العربية باسم جمع المؤنث السالم، حيث يمكن وصفها إما بالجملة أو بالمفرد، مما يتيح لنا استكشاف معاني أعمق.

الفروق الدقيقة في المعاني

أوضح داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة" المذاع على قناة الناس، أن استخدام القرآن الكريم للألفاظ يأتي بدقة معجزة، حيث يستخدم الوصف بالجمع في قوله "كلمات تامات" عند الإشارة إلى القلة، بينما يُستخدم المفرد في "كلمات تامة" للإشارة إلى الكثرة، كما يتضح في الآيات التي تتحدث عن النار وأيام التشريق، حيث جاء "أيام معدودات" للدلالة على قلة العدد.

الأسلوب النبوي في الدعاء

وأشار داود إلى بلاغة القرآن في استخدام المفرد والجمع في كلمات مثل "ذنب" و"ذنوب"، مبينًا أن النبي ﷺ كان يقول في دعائه لنفسه "اللهم اغفر لي ذنوبي كلها"، مما يعكس استصغارًا لذنوبه، بينما دعا للآخرين بصيغة المفرد "غفر ذنبك" تأدبًا، مما يدل على عمق الوعي القرآني في لغة النبي ﷺ، وأكد على أهمية التأمل في الألفاظ القرآنية لفهم معانيها بشكل صحيح.