في شهر أكتوبر من كل عام تتجدد الذكريات البطولية التي عاشها الجنود البواسل خلال تلك الحرب العظيمة حيث يروي اللواء حسن راشد كواليس طلعة جوية استثنائية كان لها الأثر الكبير في تغيير مجرى الأحداث فقد تمكنت الطلعة من محو مشهد الهزيمة واستعادة الكرامة التي فقدها الشعب المصري في السابق كان الإصرار والعزيمة هما المحركان الأساسيان وراء نجاح هذه المهمة حيث اتحدت القوات الجوية في تنسيق عالٍ لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي ساهمت في رفع الروح المعنوية للجنود والمدنيين على حد سواء وبهذا، أصبحت تلك الطلعة رمزاً للفخر والعزة ودرساً في التضحية والإيمان بالنصر الذي لا بد أن يتحقق مهما كانت الظروف.

محطات تاريخية في حياة اللواء طيار حسن راشد خلال حرب أكتوبر

استعرض اللواء طيار حسن راشد، رئيس أركان القوات الجوية الأسبق وأحد أبطال المعارك الجوية، ذكرياته خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث سلط الضوء على إحدى أبرز الطلعات الجوية التي نفذها في 10 أكتوبر 1973، والتي اعتبرها نقطة تحول في مسيرته العسكرية، فقد كانت ردًا شخصيًا ووطنيًا على هزيمة 1967، حين كان طالبًا في الكلية الجوية وشاهد تدمير طائرات التدريب الخاصة به، مما زاد من عزيمته في الدفاع عن الوطن.

تفاصيل الطلعة الجوية التاريخية

في حديثه مع الإعلامية لبنى عسل ببرنامج «الحياة اليوم» على قناة الحياة، أوضح راشد أنه قاد تشكيلًا من 12 طائرة، حيث كان في آخر أربع طائرات بقيادة الشهيد البطل أسامة حمدي، واستهدفوا لواءً مدرعًا إسرائيليًا كان في طريقه من العريش نحو القوات المصرية التي عبرت القناة، وقد اتخذ الطيارون قرارًا جريئًا باستبدال خزانات الوقود الاحتياطية بقنابل إضافية، مما زاد من فعالية الهجوم وأدى إلى تحقيق نتائج مبهرة.

لحظة الانتصار واستعادة الكرامة

بعد التحليق على ارتفاع منخفض لتفادي الرادارات، وصل التشكيل إلى منطقة الاشتباك، حيث فوجئوا بوجود اللواء المدرع في موقع تموين مليء بالخزانات والعربات والجنود، وبدأ الهجوم بشكل مفاجئ، حيث انهالت القنابل والصواريخ على الموقع، مما أسفر عن خسائر جسيمة في صفوف العدو، وفي نهاية حديثه، عبر راشد عن شعوره العميق بالكرامة، مؤكدًا أن مشهد 5 يونيو قد اندثر إلى الأبد، لتظل هذه اللحظة خالدة في ذاكرة الوطن.

خاتمة

تظل ذكريات اللواء طيار حسن راشد مثالًا حيًا على الشجاعة والتضحية في سبيل الوطن، حيث تذكرنا دائمًا بأهمية الانتصار في مواجهة التحديات، وضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية، فكل طيار وكل جندي ساهم في تلك المعركة هو رمز للفخر والاعتزاز، وعلينا أن نحتفظ بقصصهم وننقلها للأجيال القادمة.