في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر عام 2000 شهدت صربيا حدثاً تاريخياً مهماً تمثل في الإطاحة بالرئيس ميلوسوفيتش الذي حكم البلاد لفترة طويلة حيث خرجت الحشود إلى الشوارع تعبر عن غضبها وسخطها من سياساته القمعية مما أدى إلى تغيير جذري في المشهد السياسي في البلاد وقد كانت هذه الانتفاضة تعبيراً عن رغبة الشعب في الديمقراطية والحرية بعد سنوات من الاستبداد والفساد السياسي وقد ساهمت هذه الأحداث في رسم ملامح جديدة لصربيا بعد رحيل ميلوسوفيتش في مرحلة جديدة من التحول السياسي والاجتماعي.

سيرة سلوبودان ميلوسوفيتش: من الطفولة إلى السقوط

وُلد سلوبودان ميلوسوفيتش في 20 أغسطس 1941 في بلدة بروزاريفاتس اليوغوسلافية، عانى من فقدان والده الذي انتحر خلال سنوات دراسته الثانوية، وبعد عشر سنوات، فقد والدته التي انتحرت أيضًا، انخرط سلوبودان في الحياة السياسية مبكرًا، حيث انضم إلى الحزب الشيوعي الصربي في عام 1959، ومن ثم بدأ يبرز كقوة مؤثرة في السياسة الصربية في أبريل 1987، حيث تولى رئاسة لجنة العاصمة بلجراد، ونجح في الإطاحة بكل خصومه، ومع حلول يناير 1990، أصر على إلغاء السياسة الدستورية التي كانت تمنح حرية سياسية أكبر للجمهوريات اليوغوسلافية.

تصعيد الأزمات والحروب

في ديسمبر 1990، تم انتخاب ميلوسوفيتش رئيسًا لصربيا، حيث تمتع بسلطات أوسع، وفي 23 يوليو 1997، تولى منصب رئيس جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية التي تضم صربيا والجبل الأسود، ومع تصاعد التوترات في إقليم كوسوفو، اندلعت الحرب في عام 1998 ضد الحكم الصربي، مما أدى إلى تدخل حلف شمال الأطلسي، حيث قام بقصف الأراضي اليوغوسلافية بين مارس ويونيو 1999، مما زاد من حدة الأوضاع.

السقوط والملاحقة القانونية

في 5 أكتوبر 2000، استقال ميلوسوفيتش من رئاسة البلاد بعد اندلاع مظاهرات حاشدة نظمتها المعارضة الصربية، وتم إسقاط نظامه، وفي 31 مارس 2001، ألقت السلطات القبض عليه بتهمة إساءة استخدام السلطة، ورغم تعثر التحقيقات الأولية لعدم وجود أدلة كافية، قام رئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، حيث وُجهت له تهم بارتكاب جرائم حرب، وتوفي في سجنه في لاهاي في 1 مارس 2006، مما أنهى فصولًا من حياته المليئة بالجدل والأزمات.